نحن نعــرف بأن الروائي لـديـه قضيــة محددة أو عدة قضايا.... يطرحها في روايته... قد تكون هذه القضية تعالج
الحـب أو الشجاعــة أو الخيانـة.......أو أي قضية من قضايا المجتمع سواءً كانت سياسية أو إجتماعيــة أو فلسفية أو في أي مجال من المجالات التى تهم الإنسان..ونحن نعرف كذلك بأن الروائي حينما يكون متمكن
فأن قضيته قد تؤثر في القارئ....فنجد مثلاً شخص لم يعيش تجربة حب حقيقية فأنه سيتأثر حينما يقرأرائعة ألفونس كار.." مجدولين " أو روميو وجوليت للمبدع " شكسبير " فيحاول أن يخوض هذه التجربة أو على أقل تقدير يتمناها.....هناك روايات تتميز بعمق شديد جــداً كـ" رواية الجريمة والعقاب أو دون كيشوت أو مرتفعات وذرينغ قـد لاتجد قبولاً لــدى القارئ...( أنيس منصور ) بحد ذاته لم يستطع هضم رواية دون كيشوت على الرغم
من قيمتها الأدبية العاليــة.... وقبله.ملك أسبانيا كان ينفجر ضاحكاً في ردهات قصره عندما كان يقرأ حماقات دون كيشوت دون أن يفهم مغزاها الحقيقي في حين كان مؤلفها " سرفانتس " يتطوى من الجوع دون أن يقدم له الملك مكافأة لرائعته الأدبية.....هـذه الرويات لاتؤثر على القارئ بشكل ملحوظ لأنها تمتاز بقرأتين قراءة سطحية وآخرى عميقة.
عموماً ساركز على الشخوص هنا متسائلاً عن مدى قوة تأثير الشخصية على قارئ الروايـة حيث نجد وفي الروايات تحديداً العديد من الشخصيات التى ننجذب إليها سواءً كانت الشخصية رئيسية أو ثانوية وقد يتسأل البعض على الشخصية الثانوية تؤثر في القارئ.....بالنسبة لي حصل ذلك حينما كنت أقرأ رواية الحرب والسلام لتولستوي
حيث لفت نظري شخصيــة ثانوية هي ..( مــاري ) تلك الفتاة الأرستوقراطية القبيحــة الشكل والمتزمتة في نفس الوقت
والتى تطيع والدها القاسي معها طاعة عمياء ..هذه الفتاة تمتاز بطيبة القلب وتحلم كأي فتاة بأن تتزوج ويكون لها مستقبلاً رائعاً بعيد عن جحيم والدها الذي لايطاق....هذه الفتاة لديها خادمة فرنسية جميلة جداً أستحوذت على قلوب الشباب.....الذين يخطبون مــاري من أجل مركزها الإجتماعـــي وثروتها التى لاتعــد ولاتحصى....وعندما تحضر ماري إلى
طعام العشاء يقوم والدها بالحط من قدرها أمام الجميع والأستخفاف بشكلها في نفس الوقت الذي يمتدح فيها خادمتها الفرنسية والتى تحرج من هــذا الإطراء الباذخ المُدعم بنظرات الخاطب الذي لم يحسب لهندام ماري أي حساب....!
ومع ذلك تبقى ماري محبــة لوالدها ولخادمتها وتتقبل وضعها وهــي مكسورة الخاطــر
كذلك هناك شخصية الطفل رالف في رواية " سيد الذباب " والذي وقع في مأزق هو وأصدقائه حين سقطت بهم الطائرة في جزيرة نائية ويتزعم رالف أصدقائه المنكوبين وفي النهاية ينقلب اصدقاء رالف عليه ويريدون قتله ومع ذلك قاومهم رالف ومن بقى معه .... والغريب في ذلك أن البكاء سمه طبيعية لدى الأطفال ... الجميع تقريباً بكى ماعاد رالف والذي هرب من اصدقائه داخل الجزيرة وهم يتبعونه بكل وحشية.....( لقد سيطرت الطبيعة على الإنسان ) وأصبح الإنسان مجرد وحش كاسر لايرحم واختفت برائة الطفولــة من هؤلاء الصغار فالجميع همهم قتــل رالف ورالف لايستطيع الهرب من هذه الجزيرة......أحترقت الغابـة بفعل النيران التى أشعلها هؤلاء الأطفال فحين كان رالف يواصل هربه من هم.
لقد شاهد ربان السفينة هذه النيران فذهب ليستطلع الأمــر وشاهد رالف ومجموعته تطارده ووقف على حقيقة الإنسان
وسقوطه المريع في الجهل....في تلك الحظه وعندما شاهد رالف القطبان بكى والأول مره بكل برائة الطفولة وبكى معه اصدقائه الذين ارادوا قتله وامتزج نشيج هؤلاء الأطفال مع صوت الحريق في الغابة في موقف معبرّ ومحزن للغايــة
لاريب ان تنال هذه الرواية جائزة نوبل في الأدب
هناك أيضاً فرتر والذي جسد معنى الحب حين أنتحر من أجـل شارلوت. حبيبته
فلقد أبدع " غوتــه " في روايته ( الآم فرتر ) وأثر في القارئ بكل قوة إلى درجــة أنها منعت في المانيا
بعد صدورها حيث انتحر الكثير من الشباب المراهق متأثرين بشخصية فرتر.....!!